الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خفقان في القلب مع وخزات متفرقة في جسمي.. ما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 23 عامًا، ومنذ ثلاث سنوات وأنا أشعر بوخزات في الجانب الأيسر من جسمي، في مواضع متفرقة، هذه الوخزات ليست مؤلمة، لكنها تُسبب لي الكثير من الإزعاج، أحيانًا تختفي ولا أشعر بها إلا على فترات متباعدة، وأحيانًا أخرى تزداد وتستمر بشكل متواصل، لكنها لا تدوم أكثر من أسبوع، ثم تخف أو تختفي تدريجيًا، خاصة بعد ممارسة الرياضة.

قبل ثلاثة أشهر، استيقظت من النوم وأنا أشعر بسرعة وعدم انتظام في ضربات القلب، واستمر هذا الشعور لمدة ثلاثة أسابيع، وبعدها ذهبت للعب كرة القدم، وفي المساء وعند الساعة الثانية عشرة، تناولت الطعام ثم نمت، وبعد نحو ساعة استيقظت على ضربات قلب قوية وسريعة جدًا، ثم بدأت أشعر برعشة شديدة وبرودة في جسمي، ولم أتمالك نفسي، إذ بدأ النبض في الانخفاض، ولم أعد قادرًا على الحركة.

قامت والدتي بإعطائي ماءً ممزوجًا بالسكر، فتمالكت نفسي بعض الشيء، وتوجهت إلى المستشفى، وهناك أخبروني أن ضغطي منخفض، وتم إعطائي محاليل، وبعدها تحسنت حالتي وأصبحت أفضل.

في اليوم التالي بدأت أشعر بخفقان شديد، فتوجهت إلى طبيب القلب، وأخبرني بأن لدي قصورًا في الأوعية الدموية، ووصف لي علاج أدينوبلكس وجنكوفيت كمقويات، وبعد أسبوع بدأت أشعر بتحسن، فأجرى لي الطبيب فحصًا بالموجات فوق الصوتية، وكانت النتيجة سليمة، وأخبرني بأنني بخير ولا أعاني من مشكلة عضوية، ونصحني بالاستمرار على العلاج لمدة شهر.

بعد انتهاء الشهر، بدأت أعاني من معاناة شديدة، حيث أصبح الضغط منخفضًا بشكل مستمر، وبدأت أشعر بهذيان ودوخة دائمة، وعندها ذهبت إلى طبيب قلب آخر، فأخبرني أن المشكلة قد تكون في المعدة، وأنها السبب في هذه الأعراض، ووصف لي أدوية لعلاجها.

أصبحت في حالة جيدة لمدة أسبوعين، حيث اختفت الدوخة تمامًا، وتبيّن أن السبب كان اضطرابًا في المعدة وضغطها على الحجاب الحاجز، وتحسنت حالتي بشكل ملحوظ، إلا أنني أواجه الآن مشكلة جديدة، وهي أنني عند التقلب أثناء النوم أشعر بزيادة في ضربات القلب، ثم تعود إلى طبيعتها، وأحيانًا أشعر بالنبض في جانبي الرأس، عند الوقوف أو صعود الدرج، ويصاحب ذلك شعور غريب في منتصف الصدر، وكأن هناك شيئًا ما موجودًا بداخله، لا أستطيع تحديد موقعه بدقة، لكنه مستمر ويزعجني.

ما يُحيّرني أنني راجعت أكثر من طبيب قلب، وطبيب باطنة، وأجمعوا جميعًا على أنني لا أعاني من أي مشكلة عضوية.

أرجو منكم إفادتي بشأن ما ذكرته، وما سبب ازدياد ضربات القلب عند التقلب أثناء النوم؟ علمًا بأنني أمارس الرياضة بانتظام، حيث ألعب كرة القدم، وأمارس الجري يومين في الأسبوع، وخلال ممارسة الرياضة أكون في قمة النشاط والسعادة، ولا أشعر بأي أعراض، حتى إن الوخزات، إن وُجدت تختفي تمامًا أثناء التمرين.

أعتذر عن الإطالة، وأرجو منكم التكرم بالإجابة على حالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهناك عدة أسباب لخفقان القلب، والتي تأتي في وضعية الراحة -كما هو الوضع عندك-، فأنت لا تشكو من خفقان عند ممارسة الرياضة، وإنما معظمه عند التقلب أثناء النوم، ومن هذه الأسباب:

1- وجود فقر دم، ولا بد وأنه تم التأكد من ذلك عند عمل تحاليل دم.
2- ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم المفرط، وقد ذكرت أن هناك انخفاضًا في الضغط، فلعله حصل عندك انخفاض في الضغط أثناء النوم، مسببًا الخفقان.
3- زيادة نشاط الغدة الدرقية، ولا بد وأن طبيب القلب قد أجرى لك هذا التحليل.
4- ترهل في الصمام الميترالي، وقد ذكرت أنه تم التأكد من الإيكو الذي أجري لك، أنه لا يوجد ترهل في الصمام التاجي.
5- نقص تروية القلب، وهذا لا يحصل في سنك إلا نادرًا.
6- القصور الرئوي المزمن، وهذا ليس موجودًا عندك؛ أنه يكون كذلك عند الجهد.
7- الربو الشعبي، وهذا ليس عندك.
8- قلة النوم، وكثرة المنبهات.

يجب أن يتم عمل هولتر لك، وهو جهاز يخطط القلب لمدة 24 ساعة، وهناك جهاز يقيس الضغط مدة 24 ساعة، وبهذا يمكن تسجيل ما يحصل عند حصول الخفقان، فإن كان الضغط منخفضًا خلال الفترة التي تحصل فيها الأعراض، فإنه يمكن أن نعزو الخفقان لهبوط الضغط، وبنفس الوقت يمكن معرفة طبيعة نظام القلب أثناء الخفقان، وهذا يساعدنا في معرفة إن كان انخفاض الضغط سببه الخفقان، أو كان الخفقان متسببًا بانخفاض الضغط، وبعد تحصيل كل هذه المعلومات يمكن وضع خطة العلاج.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً