الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التهاب الكبد المناعي، أعراضه وعلاجه

السؤال

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فأنا شاب في عمر 24 سنة، اكتشفت منذ ثمانية أشهر اصفرارًا في عينيّ وضعفًا في الشهية. وعندها توجهت إلى طبيب باطني، وأجريت فحوصات وظائف الكبد، وكانت مرتفعة بالمئات. كما أجريت فحوصات لالتهاب الكبد الوبائي (بي) و(سي)، وكانت النتائج سلبية. وعندما عرضت الفحوصات على الطبيب، أخبرني بأنه لا داعي للقلق، وأنني مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي (أ).

عالجني الطبيب باستخدام دواء "الجوبيزون" بجرعات متناقصة أسبوعيًا، كما وصف لي دواء "لايف لوين" لمدة شهر. وبالفعل، بعد شهر اختفى اصفرار العينين، وانخفضت إنزيمات الكبد ونسبة الصفار في الدم. استمررت على هذا النحو لمدة سبعة أشهر من المراجعات، لأن الأعراض كانت تعود إليّ بمجرد التوقف عن تناول الدواء لمدة أسبوع أو عشرة أيام، وكان الطبيب يكرر لي نفس الأدوية مع النصائح باتباع نظام غذائي منتظم، وتجنب الأطعمة الدسمة.

بعد هذه المدة، سئمت من تكرار نفس الحالة، فتوجهت إلى طبيب مختص بأمراض الكبد وشرحت له حالتي. فأخبرني أن التهاب الكبد الفيروسي (أ) لا يعود مجددًا بعد الشفاء منه، وطلب مني إجراء تحليل ANA، وكانت نتيجته Positive. فأخبرني أنني مصاب بالتهاب الكبد المناعي، كما وصف لي أدوية، مثل: Lumran وميباسيل. وبعد أسبوعين، أخبرته بعدم وجود تحسن في حالتي، وأن اصفرار العينين ما زال مستمرًا. فأضاف لي دواء Hepa-Merz، وما زلت أستخدمه حتى الآن. علماً بأنني كنت أعاني من حكة شديدة، وقد تم علاجها بدواء "كولستران"، والحمد لله خفت كثيرًا.

أرجو منكم الرد بأسرع وقت، وإفادتي بالنصائح اللازمة إن وُجدت. ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا بد وأنك اطلعت على هذا المرض، فهو مرض من أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune diseases). هذا يعني أنه ولسبب من الأسباب، يشكل الجهاز المناعي مضادات ضد أنسجته. ومن هذه الأمراض المناعية التهاب الكبد المناعي، حيث يشكل الجسم مضادات ضد خلايا الكبد، وبالتالي يحصل التهاب مزمن في الكبد. وهناك تحاليل خاصة مثل (ANA)، وهناك أيضًا مضادات أخرى يشكلها الجسم.

إن أعراض التهاب الكبد المناعي الذاتي تشبه تقريبًا أعراض التهاب الكبد الفيروسي. وقد تكون بداية المرض مفاجئة، أو بطيئة، أو حادة كما في التهاب الكبد الفيروسي.

أما بالنسبة لعلاج هذا المرض، فالخط الأول للعلاج هو الكورتيزون، ولذلك كانت تتحسن الأعراض عندما كنت تأخذ الكورتيزون. فقد أظهرت العديد من الدراسات السريرية أن الكورتيزون يعمل على حدوث تحسنات كبيرة في أعراض المرض، وفحوص الدم، فضلاً عن زيادة فرص البقاء على قيد الحياة. وقد أظهرت دراسة أن (80%) من المرضى الذين تناولوا العلاج تحسنت حالاتهم الصحية نسبياً، ولكن هذا العلاج لا يمنع تليف الكبد، لذا فإنه غالبًا ما يضاف العلاج الآخر، وهو الآزويثوبرين، أو ما يسمى بالاميوران Azathioprine (Immuran)، والذي يعمل على تقليل آثار الكورتيزون الجانبية.

ينبغي أن يستمر العلاج لمدة لا تقل عن 12-18 شهراً، وبمجرد العلاج من الممكن أن يكون هناك تحسن ملحوظ في أعراض المرض، يتبعه فقدان للشهية، وتتبعها تغييرات إيجابية في تحاليل الدم. وستكون هناك زيادة في نسبة الانتكاسات بعد إيقاف علاج الستيرويدات، ولكن عند تناول علاج الأميوران مع الكورتيزون، فإن نسبة الانتكاسات تقل بنسبة ملحوظة.

في بعض الحالات، تكون الحالة شديدة، وقد لا يحصل تحسن بسبب التليف الذي يكون في الكبد. وعلى كل حال، عليك بمتابعة طبيب الكبد، فهو أدرى بحالتك. ولا تفكر بالتوقف عن الدواء حتى تستشير الطبيب. نسأل الله أن يشفيك ويعافيك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً