الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التبول المتكرر عند الأطفال: الأسباب النفسية والحلول

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسعد الله أيامكم بكل خير، وأشكركم جزيل الشكر على الجهود التي تبذلونها في تقديم النصح والإرشاد.

مشكلتي تكمن في أن ابنتي التي تبلغ من العمر سنتين وثمانية شهور، تتبول بكثرة مبالغ فيها، فقد تتبول أكثر من مرة في الساعة الواحدة، وتقوم بتبليل نفسها، وتقول إنها لا تريد الذهاب إلى الحمام، وبعد قليل تقوم بالتبول على نفسها، إذا أخذتها إلى الحمام، تجلس لفترة طويلة دون أن تبول، ثم بعد دقائق تصبح بحاجة للذهاب إلى الحمام، ولكنها لا تستطيع الانتظار حتى تذهب، مما يضطرها للتبول على نفسها.

عرضناها على عدة أطباء، وأجرينا فحوصات للكلى والسكر والأملاح والبول، -والحمد لله- لم تظهر أي نتائج تشير إلى مرض أو خلل في أي من أجهزتها، وفي زيارة لأحد الأطباء، قال: إن المسألة نفسية، فظننا أنها قد تشعر بالغيرة من أختها وتريد لفت انتباهنا إليها، ولذلك، قمنا بمنحها مزيدًا من الاهتمام، ولكن -للأسف- بقيت الحالة كما هي، جربنا جميع الوسائل دون فائدة.

ما الحل؟ أفيدونا بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الصورة التي عرضتها عن هذه الابنة -حفظها الله- وهو عدم تحكمها في البول بهذه الصورة، يعطي الشعور بأنها ربما تعاني من التهابات في المسالك البولية، وبعد ذلك أتى الجانب النفسي، وجعل الحالة تتدهور أكثر، ولكن بإجراء الفحوصات اللازمة، اتضح أنها لا تعاني من أي علة عضوية، -والحمد لله- على ذلك.

المبادئ السلوكية الرئيسية التي تُطبَّق في مثل هذه الحالات هي:
أولًا: يجب ألّا يُوجَّه أي نوع من الانتقاد للطفلة، فهذا أمر مهم جدًا.
ثانيًا: يُفضَّل تجاهل هذا السلوك السلبي قدر المستطاع، مع الحرص على تعزيز السلوك الإيجابي لديها، ومن أهم مظاهر الإيجابية أن تُشجَّع الطفلة على الذهاب إلى الحمام في أوقات ثابتة، كأن يكون ذلك كل ثلاث ساعات، بحيث تعتاد أن تذهب إلى الحمام، سواء كانت بحاجة لذلك أم لا، وفي هذه الحالة، تُكافأ وتُشجَّع بالكلمة الطيبة، والابتسامة، والقبلة، أو بإعطائها هدية بسيطة، وهكذا.

طريقة النجوم طريقة فعّالة جدًا إذا شُرحت للطفلة بوضوح وفهمتها جيدًا، تقوم الفكرة على وضع نجمة أو نجمتين للطفلة، في لوحة تُثبَّت على الحائط فوق سريرها مثلًا، أو على باب غرفتها، وتُمنح النجوم كمكافأة عند ذهابها إلى الحمام والتبول فيه، ويتم سحب نجمة أو نجمتين منها متى تبولت على نفسها، وتُفهَم الطفلة بأن عدد النجوم التي تكتسبها سيُستبدل بهدية معقولة من الأشياء التي تُحبها، هذه الطريقة فاعلة وناجحة وممتازة جدًا.

من الوسائل الأخرى المفيدة: إتاحة الفرصة للطفلة للخروج من محيطها الضيق إلى محيط أوسع، من خلال اللعب مع أطفال آخرين، فهذه وسيلة مهمة جدًا، لأنها سترى أن الأطفال الآخرين لا يتبولون إلا في الحمام، ومن ثم ستبني مفاهيم جديدة وإيجابية تجاه هذا السلوك.

خلاصة الأمر: تجاهل هذا السلوك السلبي بقدر المستطاع، وعدم توجيه الانتقاد للطفلة، وتثبيت مبدأ الثواب من خلال طريقة النجوم، بالإضافة إلى تمكينها من التفاعل مع أطفال آخرين، هذه هي الطرق الأساسية والرئيسية التي تُساعد في مثل هذه الحالات.

بالنسبة لغيرتها من أختها، فهذا شيء طبيعي بين الأطفال، ولكن من الطرق الجيدة أن تحاولي أن تُشركيها في شؤون أختها، بمعنى أن تعطيها أهمية أكثر، وهذه الأهمية سوف تقلل -إن شاء الله- من غيرتها، وتجعلها أكثر مرونة في تقبل أختها، والتوقف عن هذا السلوك الذي نعتبره نوعاً من التراجع النفسي إلى مرحلة طفولية أكثر.

العلاج الدوائي: لا ننصح به في مثل هذه الحالات، فالطفلة صغيرة، وأعتقد أن هذه التطبيقات السلوكية سوف تكون كافية، وبالطبع تطبيق التطبيقات السلوكية تتطلب المثابرة والصبر، وعادة بعد أسبوعين إلى ثلاثة سوف يبدأ التحسن، ولا بد لكل أعضاء الأسرة -من أب وأم وإخوة وغيرهم- أن يشاركوا في هذه العملية السلوكية، ولا بد أن تكون الكلمة واحدة، والتوجه والتعامل مع هذه الطفلة على منهج واحد من جميع أفراد الأسرة.

وختامًا نشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً