السؤال
السلام عليكم.
إلى الدكتور/ محمد عبد العليم.
هذه أول مشاركة لي في موقع الكتروني، وعندما قرأت ردودك أحسست بأني -بإذن الله- سأجد الحل لمعاناتي.
فأنا امرأة متزوجة، أبلغ من العمر 29 سنةً، موظفة، ولدي طفلة في السنة الثانية من العمر.
بدأت معاناتي منذ 8 سنوات تقريبًا، عندما كنت في السنة الثانية في الكلية، حيث بدأت أحس بضيق وقلق عند دخولي إلى الكلية، وبارتباك أحيانًا عند حديثي مع أساتذتي، وزميلاتي، وأحيانًا عند مشاركتي في القاعة الدراسية، ومع الوقت بدأ هذا الإحساس يتزايد ويكبر، حتى وأنا مع بعض من أهلي، وإخوتي، وصديقاتي، وكنت أحاول جاهدةً أن أخفي ما أحس به عن الجميع؛ على أمل أنها ستكون فترةً وتنتهي.
ولكن حالتي بدأت تسوء، وعند التحاقي بالوظيفة، تحسنت حالتي النفسية نوعًا ما، ولكنها بدأت تسوء مع الوقت، فأصبحت أرتبك كثيرًا، والقلق والتوتر يسيطران علي، وتزوجت، وحملت في نفس الشهر، وحالتي النفسية تزداد سوءًا، فأصبحت أكره الذهاب للعمل، وأكره حضور الاجتماعات والدورات التدريبية؛ خوفًا من أن يطلب مني المشاركة، لأنني عندها ستبدأ دقات قلبي بالخفقان بسرعة، وسأرتبك، ونبرة صوتي ستتغير.
أصبحت أواجه صعوبةً في التعبير عن فرحي، أو حزني، وبدأت أحس أن هناك طاقةً قويةً تجذبني للداخل.
عندما أضحك لا أحس بالفرح، وعند الحديث أحس أن نبرة صوتي ليست طبيعيةً، وعندما أشعر بالغضب لا أستطيع الصراخ، أو التعبير عن هذا الغضب، وهذا الإحساس يعذبني كثيرًا، وعندما أكون في تجمع عائلي أو وظيفي أحس بعناء كبير، وألم في قلبي، وتقلص في أمعائي.
بدأت أفقد الإحساس بالمتعة في أي شيء أعمله، أو أحصل عليه، وبدأت ألاحظ في أوقات كثيرة أنني أضغط على أسناني من الخلف من غير أن أشعر بذلك، وفي فترة حملي -في خضم هذه المعاناة- انتابني شعور الخوف من الموت؛ فأصبحت أخاف من كل شيء، حتى من النوم، وبدأت أصارع الأفكار والوساوس التي تطرق رأسي، فأصبحت أبكي بشكل يومي تقريبًا بيني وبين نفسي، من غير أن أعلم أحدًا بما أحس به، حتى عند تفكيري بالقيام بعمل صالح، يخطر ببالي أنني سأعمل هذا الشيء؛ لأن موتي أصبح قريبًا، فتنتابني موجة حزن، وبكاء، وتفكير.
وفي الشهر السادس من حملي تم تنويمي في المستشفى لمدة شهر تقريبًا؛ بسبب ارتفاع ضغط الدم، وعندما سألت الدكتور عن سببه قال لي: بأنه ضغط الحمل، علمًا بأن ذلك لم يحدث لأي واحدة من أخواتي، وبدأ الخوف من الموت يزداد أكثر في هذه الفترة، وكنت أتظاهر بالقوة، ولا أحدث أحدًا بما ينتابني من أفكار، على الرغم من أنني كنت أتألم، وأتعذب كثيرًا.
وفي بداية الشهر السابع اضطر الأطباء إلى توليدي قيصريًا؛ بسبب ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض نبض الجنين، فهل كانت حالتي النفسية هي السبب في ارتفاع الضغط لدي؟
وللعلم: فقد كانت علاقتي الزوجية تشوبها فترات من التوتر، والخلافات، والشجار، والبكاء، ولكن بعد الولادة عاد ضغط الدم إلى مستواه الطبيعي، إلا أن حالتي النفسية ازدادت سوءًا، والخوف من الموت كبر لدي، وفقدت الإحساس بالاستماع بأي شيء، حتى ابنتي لم أقضِ معها لحظات ممتعة؛ بسبب ما كنت أشعر به من قلق، وخوف، وارتباك، وتعب من أي مجهود أبذله، حتى لو كان بسيطًا.
لقد استخدمت حبوب منع الحمل بعد الولادة بستة أشهر، وتوقفت بعد أن أكملت ابنتي السنتين، ومنذ شهرين عملت فحصًا للهرمونات؛ بسبب عدم انتظام الدورة الشهرية، وإحساسي بالتعب لأي مجهود حتى لو كان بسيطًا، وتم تشخيص حالتي بأن عندي ارتفاعًا في هرمون الغدة الدرقية، وأتناول دواءً يسمى: Propylthiourcil tablets 50 mg مرةً واحدةً يوميًا.
لقد زاد وزني بعد أن بدأت باستخدام هذا الدواء، ولا زلت أعيش في دوامة الخوف من الموت، والقلق، والارتباك عند انخراطي في أي تجمع عائلي، أو وظيفي، وازداد الأمر سوءًا فأصبحت أرتبك وأتوتر حتى عند حديثي، أو وصفي لأي موضوع، حتى لو كان أمام شخص واحد، ولا أحد يعلم بمعاناتي، خوفًا من نظرات الشفقة، أو أن يقال علي بأنني ضعيفة الشخصية.
وللعلم: فإن علاقتي الزوجية ما زالت تمر بفترات من التوتر، والخلافات، والشجار، والبكاء، فهل أجد لديك العلاج والدواء المناسب لي مهما كان سعره، والذي لا يتعارض مع حبوب الغدة، ولا يزيد من وزني؛ لأن وزني أصبح يزداد بعد تناولي لحبوب الغدة.
أريد أن أستمتع، وأعيش حياتي في استقرار وهدوء نفسي.
وفقك الله، وجزاك عنا خير الجزاء.