
ما رأى مثلَ نفسه: عبارة نادرة في مديح التفرُّد
ما أكثر ما يُمدَح العظماء، وما أقلَّ ما تُصيبُ المدائح مرماها، غير أنَّ عبارةً كهذه: "ما رأى مثلَ نفسه"، لا تقال إلا حين يعجز المدحُ عن بلوغ القمَّة، فيُكتفى بوصفٍ يقيم العالمَ مقام المعيار، لا المشبَّه، في قِصَرها اتَّساع، وفي غرابتها دَلالة، وفي تفرُّدها وعدٌ بكشفِ معدنٍ لا يُرى كل يوم. أثناء قراءتي في كتبِ التَّراجِم، تستوقفني ما بينَ حينٍ وآخر عبارة... المزيد

تهجير أهل غزة: جريمة حرب وتطهير عرقي مرفوض
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، برزت تصريحات متكررة من مسؤولين إسرائيليين وسياسيين غربيين تروج لما يسمى: "الخيار الإنساني" المزعوم، أي تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو دول الجوار، تحت ذريعة الحفاظ على أمن إسرائيل، وإنقاذ المدنيين من الحرب. لكن هذه الدعوات، التي تُقدم في ثوب إنساني، ما هي إلا امتداد لسياسة تطهير عرقي قديمة،... المزيد

المثقف صاحب الرسالة في زمن التشابه
في زمنٍ يزدادُ فيه الضَّجيج وتتشابه فيه الأصوات، يظلُّ سؤال المثقَّف سؤالًا مفتوحًا على الاحتمال، مربكًا في دلالته، متشظيًا في واقعه، حتى ليكاد القارئ الحصيف يسأل: من هو المثقَّفُ حقًّا؟ أهو من يملأ المنابر صخبًا؟ أم من يملأ الصُّدور فكرًا؟ وهل يكون المرء مثقَّفًا بكثرةِ إنتاجه، أم بصدقِ مواقفه، وعمق رؤيته، والتزامه برسالةٍ تُجاوز الذَّات إلى الأمَّة والتَّاريخ؟... المزيد

عداوة الاحتلال الإسرائيلي لشجرة السلام (شجرة الزيتون)
بينما يقف الفلسطيني شامخًا في أرضه، مثله مثل أشجار الزيتون العتيقة، تستمر آلة الاحتلال الإسرائيلي في محاولاتها القبيحة لاجتثاث كل رموز الصمود. ولعل واحدة من أفظع جرائم الاحتلال، والتي لا يتوقف التاريخ عن تسجيلها، هي العدوان المتواصل على أشجار الزيتون في فلسطين. في الأرض المباركة، حيث نزلت الرسالات، وغرست جذور الحضارات، تحولت شجرة الزيتون – رمز السلام... المزيد

أسماء الله الحسنى
إن أجل ما تقضى فيه الأوقات، وتصرف فيه الأيام والساعات، معرفة رب الأرض والسموات، إذ هي أوجب الواجبات وأولى الأولويات؛ فعلى حسب هذه المعرفة يكون تعظيم الله ومحبته، وإجلاله وخشيته، وطاعته وعبادته، وكلما ازداد العبد معرفة بربه ازداد له حبا ومنه خوفا وفيما عنده رجاء وطمعا. ومن أعظم الأبواب التي يتعرف بها على الله معرفته بأسمائه وصفاته، فإن لله تعالى أسماءً حسنى... المزيد

يوميات مسعفين من قلب الحرب في غزة
كانت الساعة تقترب من الخامسة عصرا حين سمع دوي انفجار هائل في الأفق، لا شبكة اتصالات، ولا أجهزة لاسلكية، فقط الدخان هو دليله الوحيد. وفي زمن يشبه العصور القديمة، حين كان الناس يُشعلون النار أو يقرعون الطبول للتواصل فيما بينهم، خرج مؤمن المشهراوي بسيارة الإسعاف باحثا عن عمود الدخان. ذلك اليوم، عرف مؤمن من لون الغبار أن القصف وقع في حيّ التفاح وسط غزة، قاد السيارة... المزيد